ثم عاد إلى الأردن وعمل في البنك المركزي – حيث ألف كتاب في التشريع الضريبي حينها – وبنفس الوقت عمل كمحاضر، حيث يقول الدكتور أحمد ” أطيح بي بسبب الواسطة من إدارة بنك تنمية المدن والقرى، وفكرت أن أنطلق في نفس العام إلى عالم العمل الحر، وقدمت استقالتي من البنك المركزي لشعوري بالظلم، وهو الشعور الذي دفعني لأن أتوسع لاحقا وأصمم على النجاح في عملي “.
كانت مدخرات الحوراني آنذاك لا تتيح له البدء بمشروعه الحلم وهو إنشاء معهد للعلوم المصرفية، رغم أن حاجته للمال لم تكن تتجاوز الثلاثة آلاف دينار إلا أنه استدان المبلغ وأنشأ معهد الدراسات المصرفية. ويوضح ” كان الأردن آنذاك يشهد نهضة مالية عززت لدي الفكرة بتأسيس المعهد “.
وبقي اهتمام الحوراني منشداً إلى قطاع التعليم فجاء مشروعه الثاني في هذا القطاع الحيوي، ليؤسس “مدارس الجامعة التي توسعت فيما بعد لتضم ثلاثة أفرع في عمان بمناطق طبربور والجبيهة والجامعة”. وكحال أي مستثمر يتطلع إلى تنويع استثماراته، خرج فكر الحوراني للقطاع الصناعي ويقول “اشتريت 400 ألف سهم في شركة الألبان الأردنية التي كانت شركة مساهمة بين القطاعين العام والخاص.” ويشير إلى أن هذه الشركة كانت تعاني من الترهل بسبب البيروقراطية الحكومية، فعمل الحوراني على إحلال القطاع الخاص مكان القطاع العام في شركة الألبان، لتتحول الشركة المترهلة إلى ناجحة بعـقــلـية القطاع الخاص.
وفي أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات عاد الحوراني، الذي يحمل درجه البكالوريوس في الحقوق والآداب والماجستير في المالية والدكتوراه في التنمية الاقتصادية، إلى قطاع التعليم مجدداً. ويقول ” كانت تراودني فكرة تأسيس جامعة خاصة، كما كان الحال في معظم دول العالم في وقت كان الأردن يخلو من أي جامعة غير حكومية”. كان التحدي كبيراً على الحوراني، فالجامعة التي كان يتحدث عنها تحتاج لرأسمال “مغامر” لكونها أول جامعة خاصة في الأردن وتقـبل فكرة وجودها لدى الناس قد يكون صعباً. “عزمت على المضي بالمشروع ” كما يقول الحوراني، مضيـفـاً ” اشتريت قطعه أرض لتقام عليها الجامعة، واقـتـنـع مسـتـثمرون على مضض بالدخول معي في شراكة برأس المال حتى رأى المشروع النور لتكون جامعة عمان الأهلية أول جامعة خاصة في الأردن.”
توالت نجاحات د. أحمد في القطاعات الصناعية والسياحية والزراعية ليصبح بذلك رجل الأعمال الوحيد في الأردن الذي عمل في كافة القطاعات ونجح فيها، وكان حازماً وشعاره الدائم ” الصدق والمحافظة على النوعية، وقبل كل ذلك التوكل على الله .. النتائج بيد الله “.